كثرَ العقوقُ في زمننا ،و امتلأت دور العجزة التي خصِصت في الأصل لمن هم بلا ذرية ،و لا عائلة.
صرنا نعجبُ من أُم بعدما حملتْ و أنجبت و سهرتْ و ربت تُرمى في دار و كأنها مقطوعةِ النسل، لا ندري ما الذي ألمَّ بأمتنا التي لم تعدْ تقيمُ شرعَ ديننا الحنيفْ.
إليكِ أيتها الإبنةُ البارة أكتبُ كلماتي بحبر دمعي، وأرجوا أن تكونَ كلماتي من القلبِ إلى القلبْ لعلها توقض نائمة، و تُذكرُ غافلة .
إعلمي أختي أن أمك هي من جاءتْ بكِ لهذهِ الدنيا بقدرٍ من الله، كانتِ البسمةُ تنير محياها و هي تحملكِ بين يديها ،قد سهرتْ لسهركِ و بكتْ لبكائكِ، آلمتها آلامكِ و أحزنتها أحزانكِ، و لم تَتَمَنَّ أن يكونَ أحدٌ خير منها كما تمنت أن تكوني أنت خيرا منها.
فلأجلكِ حبيبةَ قلبي أكتبُ كلماتي هاته كي أعينَ نفسي و إياكِ على بِرِّ أمهاتنا سائر الأيامْ فحاشا لله أن يكونَ لمن أوصانا بها الحبيبُ ثلاثا أن يكونَ لها يوم واحدْ .
- تعودي يأن تذكري والدتَك عند مخاطبتها بألفاظ الإحترام.
- لا تُحِدِّي النظر لوالدتِك خاصة عند الغضب فما أجمل النظرة الحنونة الطيبة .. قد تظنينَ أنكِ بارةٌ بها في كلِ أموركِ معها لكن تتناسي أن نظرةَ سوءٍ إليها قد تُثقل موازينَ سيئاتكِ .
- لا تمشي أمامها بل كوني بجوارها أو خلفها حبا و إجلالاً لها .
- كلمة ( أُفٍّ ) معصية للرب و كسرةٌ لقلبِ الوالدة ،و ما أكثر ما تقولها الفتيات فلا تحسبينهُ هينا و هو عندَ اللهِ عظيم.
- ساعديها في عملِ البيتْ، و تذكري يوم كنتِ لا حول و لا قوة لكِ و كانت هي من تسهر على راحتكِ، فمن العيبِ أن تقوم أمكِ بأعمال البيتِ و قد خارت قواها، و رق عودها و أنت جالسة مكانكِ و لا يندى جبينكِ من هذا الفعل.
- إذا خاطبتيها فلا تقاطعي واستمعي …
- راعي راحتها فلا تزعجيها أثاء نومها بضحكٍ صاخبْ، أو صراخ أو تلفاز أو أي شيء يمكنْ أن يزعحها و لنتذكر دائما سهرها على راحتنا .
- كوني هينةً لينةً بين يديها كما قال عز و جل { وَ اخفِض لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِ مِن الرَّحمَة } .
- يكن كلامكُ طيبا، كريما و لا تكوني فاحشةً بذيئة مع أي أحد فكيف إذا كانت الأم من حملتكِ بينَ أحشائها، و استوى عودكِ على حسابِ ضعفها { وَ قُل لَهُما قَولاً كًريمَا }
- تأدبي معها أكثر من أدبكِ مع أي مخلوقٍ في الأرض، قبلي رأسها عند دخولكِ عليها أو سلمي سلامً حنونا، لا تبدئي الأكلَ قبلَ مجيئها، افسحي لها المجلسْ و قومي لمجيئها.
- ادعي لها في حياتها و بعد مماتها، كوني الابنة الصالحة التي لا ينقطعُ عملُ أمكِ بكِ .
- اهديها شيئا تُحبهُ بمناسبة أو بدون مناسبة فالهديةُ تُدخلُ السرورُ عليها .
- لا تُهملي اتصالكِ بها في أي ظرفٍ من الظروف .
- لا تُثقلي كاهلها بالطلبات كمَا تفعلُ بعضُ الفتيات .
- أكثري من مدحها و شكرِها، أكثري من الإعتذار لها و طلب السماح لتعبها معكِ و مع إخوتكِ .
- خصصي لها قدرا من المالِ أعطيهِ إياها، حتى و إن رفضت أرغميها على قَبوله قد تَكونُ في حاجته لكنْ قلب الأم لا زال يقدمُ حاجتكِ على حاجته ، و سعادتكِ على سعادته .
- لا تنسي قولهُ تعالى { وَ قلْ ربِّ ارحمهما كمَا ربَّياني صَغيرا }.