إعلمي عافاك الله أنّ مراده عز وجل من عمل الخلائق هو الإخلاص
والإخلاص مِنَّةٌ من الله يعطيها الله عز وجل الصادقين, وهو حياة القلب، وهو الوظيفة الأولى على كل عبد أراد طاعة الله.
قال يحيى بن أبي كثير : تعلموا النية فإنها أبلغ من العمل
كثير من الناس يخرج من درس يتكلم عن الرياء وعن الإخلاص، فيشعرون أنهم في حالة وسوسة، فَيُساوِرُهم الشك في أعمالهم، و تزداد عندهم درجة الخوف، ويرون أنهم كانوا في سلامة و هدوء قبل أن يسمعوا عن نياتهم.
وربما صادف هذا قلبا ضعيفا ازداد الأمر إلى درجة أن الإنسان يفكر في أحيان كثيرة في ترك العمل المزمع القيام به ومن هنا يرى الكثير أن الأحسن عدم إفراد الكلام عن الإخلاص وعن الرياء.
ونقول والله أعلم أن هذا ليس صوابا و أنك لو احترقت من أجل نيتك فهذا خير وبركة وأجر، لذا كان لزاما جعل هذا الاحتراق سببا لأمرين:
– الأمر الأول: الاجتهاد في طلب القبول؛ فلو مر على خاطرك أنك فيما مضى من أعمال أردت الناس، أو أنك لست متأكدا و ما أردت الله فاجتهد في طلب القبول من الله, واسأله سبحانه وتعالى أن يعاملك باسمه الغفور، فيغفر لك تقصيرك و زلاتك و بعدك عن مراده، و اسأله أيضا أن يشكر لك قليل العمل، و يضاعفه لك أضعافا كثيرة فهذا الأمر الأول الذي تعالج به الخوف الذي في قلبك قد يكون سببا للاجتهاد في طلب القبول.
– الأمر الثاني: اجعل هذا الخوف على نيتك سببا لأن تحرص عليها وأنت داخل إلى الأعمال، وأن تدعو الله عز و جل أن يرزقك نية صالحة ترضيه.
وأما الشيطان فإنه يريد منك أحد أمرين :
– إما أن تترك العمل وأنت تجاهد على عدم تركه ما استطعت إلى ذلك سبيلا.
– و إما أن تدخل العمل وأنت غير معتن بنيتك وهذا أسوأ من الأول.
اللهم ارزقنا النية الصالحة و تقبل الله اعمالنا