الحمدلله القائل: (يا أيها الذين آمنوا خذوا حذركم )
والصلاة والسلام على رسوله القائل: (ليكونن من أمتي أقوام يستحلون الحر والحرير والخمر والمعازف) رواه البخاري
أمابعد :
فقد تابعت جماهير التواصل الاجتماعي عبر اليوتيوب والفيسبوك وروابط الواتس وتوتير ذلك المشهد الذي أثار حفيظة النفوس المؤمنة حينما تعرضت تلك الفتاة بأسلوب لا أخا له إلا نهجا تدربت عليه وصنعت له وأعدت إعدادا جيدا لتمثله وباحترافية وسط تشجيع من جمهور سودانية 24 تيارها الذي يرعاها وأمثالها ؟
ولست في هذا المقال بصدد تفنيد كلامها والرد على عباراتها المفلسة، فقد كفاني ذلك سادتي ومشايخي في خطبهم ومقالاتهم جزاهم الله خيرا
فزاوية النظر التي سأطرح من خلالها الموضوع لا أريد أن أختزل عبرها الحدث في تلك الفتاة وما لعبته من دور وأحدثته من ضجة فالخطب أفدح من شغب الفتاة وما الفتاة إلا مشهد صغير من سيناريو كبييير فيه أبطال وعمالقة لما يظهروا بعد إنها إرهاصات لتلك الضجة العلمانية التي بدأت تنتشر في عالمنا الإسلامي،
نعم أقولها بكل وضوح، إن ضجة علمانية وصخبا ليبراليا بدأ يذر بقرنه في دنيا المسلمين وهي ضجة مدعومة من أنظمة حكم ومنظومة إعلام وشبكة مفسدين ولها أبواق عديدة في ميادين شتى وبلاد إسلامية مختلفة ولكم أن تربطوا الأحداث ببعضها فالضجة التي كانت في تونس في موضوع مساواة المرأة بالرجل في الميراث انتهاء بكلام حاكمها السبسي وانسلاخه بنظام تونس من الدين،
وماكان في المغرب حول نفس الموضوع وحاليا تدور في المغرب معركة حول إلغاء اللغة العربية من مناهج التعليم
وما يجري في بلاد المسلمين من مشاهد متتابعة ،ومن أمثلتها صعود الفتيات على خشبة المسرح واحتضانهن ومعانقتهن المطربين في المهرجانات الغنائية ومنهن من يغمى عليها إلى غير ذلك من المخازي التي تتكرر صورها هنا وهناك.
ولا يسعني في هذا المقال تعداد مظاهر الضجة العلمانية في وطننا العربي الكبير، ولكن سأستعرض في أسطر معدودة بعض مشاهد ضجيج العلمانية في السودان حتى تكتمل أو تتشكل الصورة الذهنية الصحيحة لطبيعة الصراع بين الإسلام والعلمانية.
إن من أخطر المشاهد الخفية على العوام، والظاهرة لبعض طبقات المجتمع ولاسيما رموز التعليم الجامعي:
ظاهرة نشر ثقافة الإلحاد ،وتهوين الجرأة على الدين وثوابته سواءً الجرأة على الإله أو الأنبياء أو الوحي ، ويحضرني عند هذه الجمل ندوة حضرتها قبل عامين أو يزيد في قاعة الشارقة حول كتاب آذان الانعام تناول مؤلفة نظرية داروين بفلسفة خداج وشارك في النقاش الزعيم /الصادق المهدي مؤيدا والشيخ محمد عبد الكريم معارضا
ومن أبرز المشاهد ما كان من هجمات وانتقادات لقانون النظام العام والمطالبة بإلغاء بعض مواده المرتبطة بحراسة الفضيلة
ثم الضجيج المفتعل باسم محاربة العادات الضارة والتنفير من الزواج المبكر وتصويره ببشاعة
ثم محاولة رفع الصوت باتفاقية سيداو وإغراء حكومة السودان. بالتوقيع عليها
ثم تصوير طلاب الخلاوي القرانية مكبلين بالسلاسل إلى غير ذلك من المشاهد
ونماذج الأمواج العلمانية المتلاطمة على ضفاف البلاد كثيرة، وهنا ترد تساؤلات:
– ياترى ماهو السيناريو المعد لتغيير هوية أمة محمد من أهل السودان؟
– من هم الأبطال الكبار في هذا المسلسل؟
– وعلى أي مسرح ستعرض مشاهد السيناريو؟
– ومن وراء هذه الضجة العلمانية تخطيطا ،وتمويلا ،ودعاية ،وحماية؟
♦أما التسآؤل الأول :
فالسيناريو المعد لتغيير هوية أمة محمد من أهل السودان فيه عدة فصول ومن أخطرها :
1- العمل الدؤوب على إسقاط رموز الصحوة الإسلامية بعدة أساليب
✴فتارة بوصفهم دواعش وإرهابيين
✴وتارة بوضعهم في مواقف هزلية ودبلجة مقاطع إعلامية
✴وتارة على نحو ماحصل في السيناريو الذي بثته سودانية24
2- وصف السودان بلدا إفريقيا لاعلاقة له بالعرب والعروبة وأنه بلد متعدد الاثنيات والعرقيات تمهيدا لفك ارتباطه بالعرب والمسلمين
3- وتارات وتارات بإثارة الضجيج في قضايا ونقاش مسائل تتصادم مع ثوابت الدين والملة.
ومن تتبع نشاط بني علمان سيجد طرائق شتى في محاولاتهم تغيير هوية أمة محمد في السودان
♦أما التسآؤل الثاني
من هم الأبطال الكبار في هذا المسلل
فالجواب عنه لابد له من توطئة، فبعد إجهاض مايسمى بثورات الربيع العربي تنفس العلمانيون الصعداء وسطع نجمهم بعدما أوشك على الأفول وتقدموا نحو الأنظمة التي اغتالت آمال الشعوب وأصبحوا من العرابين لتلك الأنظمة وتصدورا المشهد واعتلوا المنصة وباتوا من أبرز الشركاء لصناع القرار فكل مكيدة يراد بها الإسلام وأهله تجد دهاة العلمانية هم لحمتها وسداها.
منهم الوزراء والمستشارون ودهاقنة القانون ومنهم رجال الأعمال وأصحاب المال ورموز الرياضة والفن. كل هؤلاء تراهم يجمعون ويجتمعون على الباطل ينصر بعضهم بعضاً، فالعلماني مدرسا كان أو أستاذا جامعيا أوطبيبا أوصحفيا أوحرفيا، كلهم يرمون الإسلام عن قوس واحدة إتحدت لغتهم وتناغمت في الباطل أنفاسهم يسلقون أهل الإسلام بألسنة حداد أشحة على الخير، وهم كما قال تعالى: (أم حسب الذين في قلوبهم مرض أن لن يخرج الله أضغانهم ولو نشاء لأريناكهم فلعرفتهم بسيماهم ولتعرفنهم في لحن القول)
♦أما التسآؤل الثالث:
على أي مسرح ستعرض مشاهد السيناريو ؟
فالجواب عنه يكون بالنظر إلى حجم العلمانين ونفوذهم في كل بلد فحيثما غلب العلمانيون على كور البلاد أو بعضها فلن يتوانوا في استغلال نفوذهم لتعزيز الباطل، في الإعلام في التعليم في الصحة في النقابات المهنية وقبل ذلك في المنابر السياسية ، والمتوقع في المرحلة القادمة أن تتسع رقعة أنشطة العلمانيين من خلال الأندية العالمية كالروتاري والليونز وأندية مجالس الصداقة والمراكز الثقافية كل ذلك تحت إشراف لمؤسسات وهيئات صليبية تابعة لبعثات الأمم المتحدة ومنظمات حقوق الانسان وأغلب فعاليات تلك الأنشطة تكون في فنادق مسماه ومحددة معدودة ومعروفة لدى الأجهزة الرقابية الحكومية !!!
إن كنت لا تدري فتلك مصيبة، أما إن كنت تدري فالمصيبة أعظم ؟
♦أما التسآؤل الرابع:
من وراء هذه الضجة العلمانية تخطيطا ،وتمويلا ،ودعاية ،وحماية.؟
جوابه:
وكيف يصح في الأذهان شيء إذا احتاج النهار إلى دليل؟
في أوطاننا العربية الصحوة العلمانية ضرورة سياسية لبقاء الأنظمة القمعية، هذه هي المعادلة الصعبة:
– يقظة الشعوب وانتباهتها خطر على الأنظمة
– الصحوة الإسلامية رفعت من وعي الشعوب
– الصحوة الإسلامية أفرزت أجيالا صلبة لاتتأثر بالشهوات ولا الشبهات
هنا انتبه الطغاة واجمعوا أمرهم وجعلوا من العلمانية حامية العرين فدعوها ودعموها واستمالوها ومولوها وقدموها لمواجهة الإسلاميين وحموها وفتحوا لها كل المنابر ونشروها وسنوا لها القوانين ومكنوها وأذنوا لها وآذنوها أن تسبح ضد التيار وضمنوا لها النجاة من الغرق.
لاتسألوا عن خلفيات قناة سودانية 24 ولا عن تمويلها ولا عن حاميها أو محاميها،ولكن السؤال ياترى ماهو المشهد القادم؟؟
للحديث بقية إن كان في العمر بقية…