الحب جائز في الإسلام كما دلت على ذلك السنة الصحيحة ،و من الأدلة على ذلك قوله صلى الله عليه و سلم :” لم يُر للمُتحابِين مثل النكاح ” أخرجه البخاري في صحيحه . فدل ذلك على أن الحب جائز و لكن بشروطه التي تجعله نقيا طاهرا غير مدنس . و من هذه الشروط : أن يكون خاليا من المخالفات الشرعية لأن في هذه الحالة لا زالت تلك الفتاة لا تحل لهذا المحب و من بين هذه المخالفات التي شاعت في عصرنا المصافحة لأن المصافحة في الإسلام لا تجوز بين الرجل و المرأة الأجنبية عنه ؛ و قد جاء عن رسولنا الكريم :” لأن يطعن في رأس أحدكم بمخيط من حديد خير له من أن يمس امرأة لا تحل له ” . أن لا يخلو بها لقوله صلى الله عليه و سلم :” و لا يخلون رجل بامرأة فإن ثالثهما الشيطان ” . و قال ميمون : دعاني عمر فقال :أوصيك بوصية فاحفظها،إياك أن تخلو بامرأة غير ذات محرم ،و إن حدثتك نفسك أن تعلمها القرآن . ألا يكون هذا الحب لاهيا له عن ذكر الله و عن الحب الأكبر الذي هو حب الله و رسوله صلى الله عليه و سلم و هو أعظم الحب و أجله و هو الحب الجالب للسعادة و متى ما كان حب الله و رسوله في قلب العبد أعظم آكتملت له السعادة بحب الخلق ؛ فالحب رزق من الله و القلوب بين أصبعين من أصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء . و قلب من نحب بيد الله ،فإن ألهانا حب الحبيب عن حب الله حُرمنا هذا الحب . و من الأفضل أن يكون المحب ممن يستطيع كبح جوارحه و نفسه عن البوح بهذا الحب و في ذلك يقول الإمام بن القيم رحمه الله : إنما الكلام في العشق العفيف ، من الرجل الظريف،الذي يأبى له دينه و عفته و مروؤته أن يفسد ما بينه و بين الله .فلا يكون مندفعا طالبا للوصال في ما حرم الله ،بل يكبح جماح رغبته و يسعى لوصال محبوبته وفق ما شرع الله و هو النكاح .الذي رفع الله يه قدر الإنسان عن مستوى البهيمية ،فليس كل ما يعشق ينال . و قد كان للسلف الكرام نماذج في العشق لكن لم يخرجهم هذا إلى ما حرم الله خلاف زمننا هذا حيث صارت الخلاعة حبا و كلمة الحب صارت دعارة و تجارة . حتى أن المرأة تتزوج بالرجل الكهل طمعا في ثروته أو منصبه و هذا لم يكن إلا نتاج لما تربت عليه عيونهم في المسلسلات الهابطة و تغفل قول رسولنا الكريم :” إذا جاءكم من ترضون دينه و خلقه فزوحوه ” و شدد على الدين و الخلق فبهما تحلو حياة الزوجين . و تجد الشاب يتزوج بالفتاة حينما وقع نظره عليها بشهوة نفس لا خلقها راعى و لا دينها طلب، فيفسد بهذا الزواج العباد و البلاد و هو الذي لم يراعي قوله صلى الله عليه و سلم :” فاظفر بذات الدين تربت يداك ” و يؤكد هذا ما رواه عنه عبد الله بن عمرو :” الدنيا كلها متاع و خير متاعها المرأة الصالحة ” أي أن الدنيا متاع زائل،و خير ما فيها من هذا المتاع :المرأة الصالحة ؛لأنها تسعد صاحبها في الدنيا،و تعينه على أمر الآخرة،و هي خير و أبقى . إن غاية الحب هو النكاح كما جاء على لسان حبيبنا المصطفى و أحب أن أهمس في أذن الشباب و الفتيات : اعلموا أن كلمة الحب أرقى من أن تتداول في ظلمة الحرام أو أن تجلب بعدها الآثام أو أن يعصى بها رب الأنام ، الحب فاكهة مسمومة إن قطفت قبل أوانها و حلوة المذاق حين نضجها بكلمة بارك الله لكما و بارك عليكما و جمع بينكما في خير
شاهد أيضاً
المغرب يعتمد تدابير غير مسبوقة لتقليص نسبة زواج القاصرات
Share this on WhatsAppبعد صدور دراسة حديثة توثق النسب الكبيرة لزواج القاصرات في المغرب، قررت …