تعاني الكثير من المراهقات من النحافة و نقص الوزن و في أغلب الدراسات و النواقيس التي تدقها المجتمعات إنذارا بالخطر هي مسألة السمنة و تتناسى موضوع النحافة أو نقص الوزن الحاد الذي يعتبر أيضا من الأعراض التي يعاني منها كثير من الأشخاص
يظهر نقص الوزن بشكل واضح في فئة الأطفال ما قبل السن المدرسي و كذلك أطفال المدارس،و لدى بعض الفتيات المراهقات اللاتي يعرضن أنفسهن لأنظمة غذائية غير معتمدة من قبل مختص تغذية مما يؤدي إلى الإصابة بالهزال مع فقر الدم نتيجة لتلك الممارسات الغذائية الخاطئة .و لتطمئن الأم على وزن طفلها يمكنها قياس النحافة عنده بمقارنة وزنه الحالي مع الوزن المناسب في الجداول المعتمدة حسب عمر الطفل،فعندما تكون النتيجة أقل من المعدل بمقدار % 20 أو أكثر يعد الطفل نحيفا ،أما بالنسبة للبالغين فيؤخذ الوزن بالمقارنة مع الوزن المناسب للطول حسب الجدول الخاص،فإذا كانت النسبة أقل من% 20 أو أكثر من ذلك يعد الشخص نحيفا، كما يمكننا التعرف على الشخص إن كان نحيفا أولا دون قياس وزنه و ذلك بالنظر إلى سلوكه الغذائي اليومي من حيث ملاحظة شهيته للطعام و كذلك لون بشرة الوجه،كما يمكن ملاحظة مدى القوى الجسمانية و العقلية للفرد.فإذا لوحظ ضمور العضلات مع سرعة الشعور بالإجهاد فإن ذلك يعد من أعراض نقص الوزن
لعلاج هذا الأمر لا بد أولا من التعرف على السبب الرئيس للإصابة بالنحافة خاصة إذا ما اشتد الشعور بالإعياء و الضعف العام الذي يصيب الفتاة خاصة إذا صحب هذا الإعياء عدم القدرة على ممارسة الحركة المعتادة في الحياة اليومية،حيث يحدث الإعياء غالبا نتيجة لسوء التغذية أوالإصابة بالضعف العام،و كذلك نقص الحديد و ،و بعض الفيتامينات الهامة للجسم التي تمنحه الحيوية و تمده بالطاقة ،و أبرز ما تعاني منه المراهقة في هذه الفترة هو نقص الحديد و ذلك إما بسبب تناول وجبات غذائية تفتقرفي محتواها إلى الحديد لفترات طويلة،أو قد يضعف امتصاص الحديد من الأمعاء أو نتيجة لاستنزاف الحديد في فترة الحيض من خلال خروج الدم مما يسبب استنزافا لمخزون الحديد في الكبد و الطحال و نخاع العظام.مما قد يؤدي إلى نقص شديد في الحديد تصاحبه الإصابة بأنيميا نقص الحديد .و تكثر الإصابة بهذا النوع من الأنيميا(فقر الدم ) عند المراهقات بسبب النوم السريع الذي يحدث في هذه المرحلة و ما يصاحبه من زيادة في حجم الدم بالإضافة للنظام الغذائي الخاطئ الذي تتبعه معظم الفتيات
و تتجلى أهمية الحديد بالنسبة للإنسان و للفتاة المراهقة خاصة لأنه يدخل في تركيب الهيموجلوبين الذي يعد المكون الأساسي في خلايا الدم الحمراء،حيث أنه يعمل على نقل الأكسجين من الرئتين إلى جميع أنسجة الجسم لكي تتم عملية أكسدة العناصر الغذائية المولدة للطاقة،كما أنه يعمل على نقل % 15 من غاز ثاني أكسيد الكربون الناتج من عمليات الأيض إلى الرئتين ليخرج من هواء الزفير
لذا يتوجب على الفتاة المراهقة التعويض عن الحديد المفقود في أثناء الحيض إما عن طريق الغذاء أو الدواء المنصوح به من طرف طبيب مختص ،و يعتبر وجود فيتامين (ج ) في الغذاء مهما لأنه يساعد على امتصاص الحديد إذا ما اجتنب تناول الشاي و القهوة سواء مع الأكل أو حتى بعده مباشرة، و ذلك لأنهما يحتويان على مواد قابضة تعمل على التقليل من امتصاص الجسم للحديد
يعتبر احتياج الفرد اليومي للحديد 12 ملليغرام للمراهقين ،15 ملليغرام للمراهقات و البالغات كما أوصت هيئة الغذاء و التغذية ،كما أن منظمتي الأغذية و الزراعة و الصحة العالمية قد أوصتا بتناول 13_ 19
مغم حديد للمراهقين و 12_28 مغم حديد للمراهقات و النساء البالغات،أي أن المرأة المراهقة أو البالغة يجب أن تتناول وجبة غذائية متوازنة تحتوي على 2500 سعر للحصول على 15 مغم حديد يوميا
لعلاج مشكلة النحافة يمكننا الإستعانة بالطبيب أو باستشارة مختص تغذية مع مراعاة هذه النصائح المهمة :
الإستمتاع بالطعام المتناول مع التنويع في الغذاء و التقليل من الحلويات و الملح
التقليل من تناول الدهون و الإكثار من الفواكه و الخضار و الأطعمة المحتوية على النشويات و الألياف
أخذ الكميات الكافية من الكالسيوم و شرب ما لا يقل عن (6_8) أكواب من الماء يوميا
تجنب شرب الشاي و القهوة قبل الوجبات،لأنها تضعف الشهية و تقلل امتصاص الحديد
تجنب تناول المشروبات الغازية أو المشروبات ذات المحتوى العالي من السكر قبل أو في أثناء تناول الوجبة الرئيسية حتى لا تضعف الشهية
الإبتعاد عن الأغذية ذات القيمة الغذائية المنخفضة و ترك تناول الوجبات الخفيفة أو السريعة