عمل المرأة من أكثر المواضيع التي دار حولها النقاش في زمننا هذا فتارة من يتكلم حن حرمته و حليته و تارة عن إيحابياته و سلبياته تكلم فيه الرجال و النساء و الشيوخ و الوعاظ باعتباره موضوع يخص المرأة التي تعتبر لبنة الأساس في بناء المجتمع .
عمل المرأة ليس وليد عصرنا فقد عملت الصحابيات و عملت أمهات المؤمنين و عملت الأمهات و الجدات غير أن الأمور تختلف باختلاف العصر و تتطور بتطوره و تتغير صور الأشياء فعمل المرأة قديما ليس هو نفس العمل في عصرها الحالي مما جعل لهذا العمل إيجابيات و سلبيات تنعكس على حياة المرأة العاملة . و هو ما جعل الموضوع مثار جدل و نقاش فى الحياه المعاصرة. فالأيام التى نحياها و ما فيها من تطور سريع جعل المرأة تلج كل مجالات الحياة، و تزاحم الرَجل حتى في الحرف و الصناعات و الأشغال التي كانت حكرا عليه وحده. و ذلك بعد أن أخذت المرأة فرصتها فى التعليم لأقصى درجاته، و هو ما جعل المتعلمات من الفتيات و السيدات مؤهلات لولوج سوق العمل، و بالفعل انخرط الكثير منهن في نواحي العمل المختلفة سواء أكان عملهن بغرض تحقيق الذات أو مشاركة ذويهم في تلبية الإحتياجات المادية للحياة. لكن موضوع عمل المرأة لاقى الكثير من التأييد و المعارضة في داخل المجتمع . فبعض الرجال يرفضون عمل المرأة و بعض النساء تتمسك بحقها في العمل و لا يزال الجدال قائما في كثير من الأوساط. وتبقى الحيرة قائمة لدى المرأة عما إذا كانت تعمل أم تبقى في المنزل لرعاية بيتها. في هذه المقالة سنبسط إيجابيات و سلبيات عمل المرأة خارج المنزل .
إيجابيات عمل المرأة خارج المنزل :
من أهم إيجابيات عمل المرأة هي مساعدة الزوج فى تحمل مصاريف المنزل اليومية التى لا تنتهي ، بدءا من ارتفاع الأسعار يوما بعد يوم، و مرورا من تعليم الأولاد و شراء مستلزمات المنزل أشياء قد تثقل كاهل الزوج و يعجز عن تحملها ، دفعت الكثير من النساء للعمل خارج البيت لسداد و لو جزء بسيط من النفقات و قد يعتبر عمل المرأة لمساعدة زوجها ميزة عند البعض و مذمة عند البَعض الآخر حيث يعتبر ما تعمل المرأة من أجله ما هي إلا كماليات للحياة و أن الرجل قادر على سد ضرورياتها .
عندما أصبحت المرأة في عصرنا في بعض حالاتها الإجتماعية هي المعيل الوحيد بعد وفاة الزوج في مجتمع يهضم حق الأرامل و لا يجعل لهن أي نفقة و لو بسيطة تكفيهن ذل السؤال ،و في مجتمع صار فيه أراذل الرجال يفرون عن زوجاتهم و أطفالهم بلا نفقة أخذت فيه المرأة دور المعيل و رب الأسرة و خرجن لسوق العمل لإعالة ذويهم، مع أن الأصل هو أن يتكفل المجتمع بنفقات هؤلاء النسوة أيا كانت ظروفهن الإجتماعية كي يؤمن لأطفالهن حضن الدافئء و لا يحرمهن منه بعد خروج هذه الأخيرة إلى العمل . و لا ننسى أن هناك الكثير من الفتيات يعملن للإنفاق على اسرهن الفقيرة التي فقدت العائل لها.
و نضيف لإيجابيات عمل المرأة إثبات الذات و تحقيق كيان إجتماعي تصير به المرأة قدوة للآخرين خاصة إذا كان عملها نافعا لمجتمعاها و لم يكن له أي أثر سلبي على وضيفتها كأم و زوجة ، فحينما تعمل المرأة تحقق ذاتها و تفيد مجتمعها و تستطيع بذلك أن ترسم صورة حسنة عن المسلمات .
هناك بعض الأعمال التى تكون بحاجة ماسة لعمل المرأة مثل التدريس خاصه تدريس الأطفال و طب النساء و التمريض و الكثير من الأعمال التي تحتاج حضور المرأة بشدة لكي يكتمل صرح حضارة المُجتمع بهذا النّصف المهم من المجتمع.
العمل يضيف كثيرا للمرأة، فتعاملاتها في العمل و خروجها اليومي و متابعتها لبيتها، يجعل لوقتها قيمة، و ينمي شخصيتها و يجعلها قادرة على أن تكون رفيقا كفؤ لزوجها.
عمل المرأة يحتاج الى اتفاق و تعاون بين كل افراد الاسرة
سلبيات عمل المرأة المنزل
إن كان لعمل المرأة ايجابيات، فله ايضا سلبيات عديدة و منها:
إنشغال بعض السيدات بعملهن الوظيفي عن عملهن الأساسي ينزل كفة الميزان التي يجب أن تقوم على التوازن في حياة المرأة لأن أي خلل قد يحدث في حياتها ينعكس سلبا على أطفالها و الزوج و المجتمع كافة ،فعلى المرأة أن لا تُضحي بعملها الأساسي كأم مربية تخرج للمجتمع جيلا صالحا منتجا يكمل المسيرة بعدها ، فالتركيز الكامل على العمل خارج المنزل و الإعتماد على المربيات و الحضانات يفقد الأولاد حنان الأم .و يؤدي حتما إلى إنفصال الأولاد نفسيا عن والدتهم و هو ما يؤثر على علاقتهم بالأم الشيء الذي ينعكس على تربيتهم .
بعد الأم عن أطفالها يدفع الأطفال إلى تعلم بعض العادات و التصرفات السيئة دون نهي من الآخرين لأن حرص الأم على تربية الأطفال التربية السليمة لا يُضاهيه حرص ،حيث أن غالب الخادمات همهن هو إنجاز أشغال البيت في وقت وجيز و أخذ قسط من الراحة و لا يعرفن من تربية الطفل سوى الأكل و الشرب و تبديل الملابس و لا يهمهن زرع قيم أو مبادئ أو أي شيء آخر .
الوقت الكبير الذى تقضيه المرأة داخل العمل يجعلها تعود إلى المنزل منهكة و الوقت الذي ستقضيه بالمنزل هو وفت لقضاء أشغال البيت و الإستعداد للعمل فى اليوم التالي مما يجعلها مشغولة نفسيا عن زوجها فلا تتفرغ لإعطاء زوجها ما يستحقه من حب و إهتمام و قد يؤدي هذا الإهمال إلى تفكك العلاقة الأسرية و قد شهد الواقع عن حالات عديدة للإنفصال سببها إهمال الزوجة لبيتها و زوجها بسبب العمل .
و في النهاية يبقى تحديد إيجابيات و سلبيات عمل المرأة للمرأة العاملة نفسها فهي أدرى بحياتها و بمقدوراتها النفسية و الجسدية ،حيث أن تحقيق التوازن في حياة المرأة العاملة هو تحدي كبير للمرأة و الرجل و المجتمع ككل ،لكن في خضم حب المرأة لعملها لا تنسى أن الإنجاز الأكبر هو تربية أبناء صالحين و منتجين يخدمون مجمعتهم و العالم و كل إنجازاتهم ستكون في ميزان حسنات هذه الأم المربية التي ضحت بصحتها و سعادتها و وقتها و كل ما تحب لتحقق النجاح الذي يستمر حتى بعد الممات و هي الصدقة الجارية التي يبقى عطاؤها حتى بعد أن توارى المرأة التراب و هي ولد صالح ،كلما خدم إنسان دعى له و لوالديه .و قد يكون النصيب الأوفر للأم .
إجعلى بيتك وأولادك وزوجك أهم شىء فى حياتك. و إن كان لك عملا، فلا تجعليه يفقدك ترابط اسرتك. بل نسقى أنت و زوجك أوقات العمل فى المنزل و خارجه و الأوقات الضرورية للتواجد فى المنزل و شاركي زوجك في كل شىء تقومين بعمله حتى يتوفر لديك الوقت لإعطاء أولادك الحب و الحنان و زوجك الإهتمام، و تسعدين أنت بحياتك.