أكدت دراسة حديثة أنجزتها وزارة الأسرة والتضامن والمساواة والتنمية الاجتماعية، بشراكة مع المرصد الوطني للتنمية البشرية، حول وضعية الأشخاص المسنين بالمغرب، أنه يوجد 3 ملايين و200 ألف مسن بالمملكة المغربية، وتبلغ أعمارهم 60 عاما وأكثر، بينما لم يكن عدد العجزة يتجاوز مليون فرد عام 1960.
ودقت الدراسة ناقوس الخطر بخصوص أوضاع المسنين المغاربة، في ظل معاناتهم من العجز التام، والخصاص المهول على مستوى الأطباء المتخصصين في الشيخوخة.
وقد عبر عدد من المسنين من خلال الدراسة، عن شعورهم بالإقصاء الاجتماعي، وهو الشعور الذي يبدو أنه يتنامى أكثر مع التقدم في العمر، فمثلا 8.7 في المائة من الأشخاص البالغين 75 سنة فأكثر يشعرون بالإقصاء الاجتماعي.
وأكدت بسيمة الحقاوي، وزيرة الأسرة والتضامن والمساواة والتنمية الاجتماعية، خلال لقاء بالرباط، خصص لتقديم نتائج الدراسة، أنه من المتوقع جدًا أن يصل عدد المسنين إلى 10 ملايين شخص في أفق 2050، موضحة أن هذه الفئة ستمثل 25 في المائة من مجموع سكان المغرب.
وتوقعت الدراسة كذلك، أنه بحلول منتصف الأربعينات من الألفية الثالثة، سيفوق عدد الأشخاص المسنين عدد الفئة البالغة من العمر 15 عاما وأقل.
وبما أن الدراسة دقت ناقوس الخطر بخصوص أوضاع المسنين بالمغرب، البلد الإسلامي حسب ما يؤكده الدستور والتاريخ، فوجب علينا الرجوع إلى شريعتنا الإسلامية لإنصاف هذه الفئة (المسنين)، لأنها أعطت كل ذي حق حقه، ومن ذلك ما شرعته من أحكام خاصة بالأسرة، فبينت حقوق الآباء على الأبناء، وحقوق الأبناء على الآباء، ومنعت العقوق سواء من الآباء أو من الأبناء.
قال تعالى: “وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَآ أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيمًا. وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا”. (سورة الإسراء).
ديننا الحنيف يؤكد على ضرورة الإحسان إلى الوالدين، فماذا لو كانا مسنين؟ وماذا إن كان جسدهما لا يقدر على الوقوف أو الحركة؟ كيف نتعامل معهم؟
هي أسئلة كثيرة لكن إجاباتها واحدة، تؤكد على ضرورة التعامل مع الشخص المسن بالحنان والعطف وكأنه طفل صغير.
فالمسن تحدث لديه تغيرات جسدية كثيرة، يواكبه ازدياد في الأمراض، ناهيك عن عدم فهمهم لما يدور من حولهم، وبالتالي ينصح الفقيه والأستاذ محمد عدلي، الأبناء بعدم الاصطدام مع المسن في الرأي بل اعتماد الليونة في الكلام.
وأضاف الأستاذ عدلي في تصريح لموقع لأجلكِ، أنه يجب عدم مؤاخذة المسن في تصرفاته، وعلى الأبناء أن يظهروا له اهتماما بالغا خصوصا عندما يتحدث عن أحداث قديمة فالشخص المسن دائما ما يحن إلى الماضي.
ونصح المتحدث، جل الأبناء بالإحسان والبر بالوالدين مهما كان عمرهما لأنهم كنز لا يفنى، وبالتالي تفادي مثل هذه الآفات التي تحدث في مجتمعنا، فلا يجوز أن نصرخ في وجوههم أو نسخر من كبر سنهم.