يسقط الكثير من الآباء في خطأ تدليل الأبناء من باب الخوف عليهم و إحساسهم الشديد أنهم المسؤولين عن راحتهم و سلامتهم .فالإحساس الزائد بالقلق اتجاه الأبناء يجعلهم مدللين زيادة عن الحد المعقول .كما أن السعي لتحقيق سعادة الطفل و عدم حرمانه من أي شيء و الركض لتلبية جل طلباته يفسد تربيته حاضرا و مستقبلا و لا ينعكس هذا الدلال سلبا على الوالدان فقط بل يكون الطفل الضحية الأولى و الأخيرة لهذا الدلال حيث لا يُكَوّن بالصورة السليمة للتكوين و التربية التي تؤهله للإعتماد على نفسه و مواجهة الصعاب في الحياة فالأوبين لن يستمرا مع الطفل سائر حياته فكلنا إلى زوال و ليس أحد يدوم لأحد إلا الواحد الأحد . لذلك أدرجنا في هذه المقالة نصائح لتجنب تدليل الطفل و سلبيات هذا التّدليل .
نصائح تتجنبي سلبيات تدليل الطفل
تدليل الطفل مشكلة و كلما اكتشفت هذه المشكلة مبكراً كان تجنبها أسلم و علاجها أسهل ، و تعتبر الفترة المناسبة لتفادي المشكلة عند الأبوين و الطفل هي الفترة ما بين ستة إلى تسعة أشهر ، و لكن هذا يتطلب قدراً من العزيمة ،و قليلاً من قسوة القلب، لكي تقولي لا لطفلك و أن تحاولي بشكل أو بآخر وضع الحدود المناسبة لعلاقة طفلك بأبويه و وضع استراتيجية للتربية السليمة .
عليك تذكر أن في حالة تماديك في تدليل الطفل ستكون النتيجة هي ازدياد الإعتماد عليك بشكل مبالغ فيه بشكل يعوقك عن الإهتمام بأي شيء آخر في حياتك سواء المنزل أو الزوج أو أعمالك،و حتى إن استطعت في باديء الأمر الموازنة بين تربية طفلك و بين مشاغلك فسيأتي عليك الوقت الذي تشعرين فيه بالملل و الإكتئاب، فكثير من الأمهات يصلن إلى مرحلة الإنهيار العصبي بسبب كثرة اعتماد أبنائها عليها و عدم قدرتها على التوفيق في حياتها.
اعلمي أن تدليل الطفل سيعم بالفائدة على الطفل نفسه، حيث إنه من غير المعقول تعوده على الإعتماد عليك بشكل مبالغ فيه، مما يجعله طفلاً سلبياً في المستقبل و كسولاً و خمولا تعود على توفر طلباته ،لذا يجب عليك الحد من تدليله و تلبية رغباته و طلباته .
10 خطوات لتجنب تدليل الطفل :
- توقعي بكاء الطفل و لا تجعلي بُكاءه يؤثر فيك على مصلحته .
- لا تسمحي لنوبات الغضب عند الطفل بالتأثير عليك فتلبي طلبه حتى و إن كان في غير مصلحته.
- لا تغفلي عن التهذيب حتى في وقت المتعة و المرح.
- لا تشرعي في مشاورة الطفل إلا بعد بلوغه أربع أو خمس سنوات من العمر.
- علمي الطفل كيفية التغلب على السأم.
- علمي الطفل كيفية الإنتظار.
- لا تجنبي الطفل مواجهة تحديات الحياة العادية.
- لا تفرطي في مدح الطفل.
- علمي الطفل احترام حقوق والديه و وقت خلوتهما.
- لا تلبي طلبات الطفل التي يستطيع القيام بها بنفسه
و تبقى فعالية هذه الخطوات راجعة للأم و مدى تطبيقها لها فالمسألة تحتاج لوقت و صبر و سعة صدر حتى تنجح في تعويد طفلها خصوصا عندما يلجأ للبكاء للحصول على ما يريد.
لذا فابدأي بوضع جدول اعمال ليومك يعينك على الإتزام بخطتك،بحيث تلتزمين بقيامك بالأعمال المنزلية أو أية أمور أخرى طوال الوقت الذي يكون فيه طفلك مستقيماً و لتسرعي في إنقاذه بكل همة و نشاط،و إذا بدأ طفلك في البكاء و مد يده إليك عليك توجيه الكلام له بلهجة ودودة،و لكن بطريقة حازمة من خلال إفهامه أن لديك عدة اعمال عليك إنجازها في فترة ما و لاتندهشي، فعلى الرغم من عدم فهمه للكلمات بشكل كبير، إلا أنه سيدرك المضمون من نبرة صوتك، لذا فلتعيني نفسك و تتجاهلي بكاءه و تواصلي عملك و سوف تمر الساعة الأولى من النهار في صعوبة بالغة عليك، و لكن لن يدوم ذلك كثيراً، لذا عليك أيضاً بمحاولة شغله بأي شيء آخر كوضعه مع الألعاب،و انصرفي من أمامه لكن لا تغيبي طيلة الوقت، بل عليك التحدث معه عن بعد أو العمل على سماع صوتك تتحدثين،و لكن إياك أن تعودي إلى حمله مرة أخرى،و تأكدي أن هذه ليست قسوة عليه ،فكلما اعتاد على ذلك في سن مبكرة، كان ذلك أفضل إذ أن الدرس يزداد صعوبة كلما تقدم اكثر في السن.