بينما تتحوّل عاشوراء لدى الكثير من الأسر المشرقية إلى مناسبة حزن، لارتباط هذه الذكرى لديهم بمقتل الحسين بن علي بن أبي طالب، فإنها في المغرب تتحول إلى مناسبة للصوم وشراء لعب الأطفال.
ومع حلول ذكرى عاشوراء، برزت تجارة المفرقعات والألعاب النارية بالمغرب خلال هذه الأيام، وانتقلت من السرية في ظل الحظر الرسمي الذي تفرضه السلطات الأمنية إلى العلنية يومي السبت والأحد.
وتحول اقتناء بعض الأطفال والمراهقين للمفرقعات إلى مظهر “غريب” عن مجتمعنا، رغم خطورتها الكبيرة، وما تسببه من هلع بسبب أصواتها المدوية.
وتتنوع ماركات المفرقعات بأسماء مثيرة لجلب الاهتمام، لكن أخطرها هي “بن لادن”، إذ تحدث دويا وانفجارًا شبيها بالمتفجرات، كما أن صوتها يسبب الهلع وسط السكان ظنا منهم أنه عمل إرهابي.
ويتراوح ثمن “بن لادن” بين 50 و60 درهما مغربيا (5 و6 أورو)، ويتحفظ مروجوها في الإعلان عنها خوفًا من الاعتقال لخطورتها البالغة.
وتعد “النحلة” إحدى أنواع المفرقعات، أقل خطرًا، تصدر عنها نجوم نارية متنوعة الألوان، لكن تدخل بدورها في خانة المفرقعات النارية التي تروج بشكل علني، كما أن ثمنها في متناول الجميع، إذ لا يتعدى 3 دراهم بالتقسيط.
ويجهل مصدر هذه المفرقعات، إذ هناك من يتحدث عن دخولها إلى الأسواق المغربية عن طريق الحدود بين المغرب والجزائر، فيما يؤكد آخرون أنها مستوردة من الدول الأسيوية، وخاصة من الصين عن طريق التهريب. وتكمن خطورة هذه الألعاب والمتفجرات التي تغزو الأسواق المغربية في عدم توفرها على السلامة المطلوبة كمثيلاتها الموجهة إلى الأسواق الأوربية، حيث تفرض هذه الأخيرة على وارداتها مجموعة من الضوابط التي تهم السلامة والجودة في نفس الوقت.
وإذا كانت ذكرى عاشوراء، عاشر محرم، مناسبة ينتظرها بشغف المغاربة صغارًا وكبارًا، حيث تجتمع العائلات لوجبات خاصة، ويستغل الأطفال هذه المناسبة لشراء الهدايا وممارسة عادات وتقاليد تختلف باختلاف المدن المغربية، إلا أن انتشار هذه المفرقعات قد أفسدت هذه الذكرى السنوية نوعا ما بحسب مجموعة من المواطنين.