عزيزتي حواء كما تحتاجين لمن يستمع لك و ينصت و يتركُكِ تخرجين ما في جعبتك من آلام و آمال ، فكذلك هم الآخرون محتاجون. و أولهم شريك حياتك التي تكتمل به سعادتك، و لا يخفى على أي أحد أن من أكبر المشكلات التي نواجهها في حياتنا هي بسبب سوء الإنصات .
فحاجة الإنسان إلى الفهم روحيا كحاجته إلى الهواء فزيولوجيا : فالإنسان دائما في بحث عمن يفهمه.
أثناء غرقنا في بحر الحياة كل ما نحتاجه هو حضن يحتوينا بفهم ،فمن كان غارقا في البحر و قدمتِ له ذهبا أو ألماسا لن يلتفت إليك لأن حاجته للهواء أكثر من حاجته لما قُدم له ،كذلك حبيبك مهما قدمتِ له و كنت شريكة غير منصتة سيبحث عمن تفهمه سواء زوجة أخرى ،أو علاقة عاطفية أو أصدقاء ,,,,,
كوني مستمعة فلا تسرحي أثناء حديثه معك، أو تنشغلي بهاتفك أو التلفاز أو كتاب أو أطفالك، أوقفي انشغالاتك و التفتي إلى زوجك الذي أراد أن يشاطرك أحلامه و آلامه ،و إن كنت متعبة يمكنك استئذانه بتأجيل الكلام في الموضوع لانشغالك لكن يُستحب أن تبادريه أنت لاحقا بالسؤال عن نفس الموضوع .
و لا تكوني ممن يرددُون عبارة ” أنا لم أفهمه بعد ” التي اكتسحت مجتمعاتنا.
إن عدم الفهم للشخص هو بسبب عدم الإستماع له فكيف بزوجة قضت مع زوجها سنوات و لحد الآن لم تفهمه .فمتى ستفهمه ؟.
الزوجة التي لا تستمع إلى شريك حياتها جيدا ستدفع الثمن على حساب راحتها فدقائق سمع و إنصات قد تكلفها حياة مليئة بالشجار و الخصومة و ربما كان الإنفصال هو الحل إما طلاقا أو صوريا لأن كل منهما لم يفهم الآخر فلكي تحافظي عزيزتي على أمان بيتك ~ كوني مستمعة جيدة ~ .