رغم إبداء وزارة الفلاحة والصيد البحري تفاؤلاً كبيرًا بشأن الموسم الفلاحي الحالي، إلا أن واقع الحال يؤكد غير ذلك، فالمؤشرات الحالية تدفع كثيرًا من الفلاحين إلى إبداء تخوف من إمكانية تكرار سيناريو الموسم الماضي الذي تميز بقلة التساقطات وهو ما أثر على كمية المحاصيل.
ومع مرور الأيام في هذا الفصل (الخريف)، والذي عادة ما يشهد تساقطات مطرية، بات العديد من الفلاحين والعاملين في القطاع الفلاحي بالمغرب متخوفين من تأخر قطرات الغيث، خاصة إذا ما استمر هذا الوضع لأسابيع أخرى.
ويتزايد هذا التخوف في ظل اعتماد الاقتصاد الوطني بشكل كبير على القطاع الفلاحي، فمن دون شك سيؤثر هذا العامل على النمو الاقتصادي للبلاد والذي يتأثر بحجم التساقطات المطرية.
وبرأي العديد من المحللين والفاعلين في القطاع الفلاحي، فإن مصير الموسم يظل مهددا إذ أنه في حال لم يعرف المغرب تساقطات خلال الأسابيع المقبلة، فإن محصول الموسم، سيكون في أحسن الأحوال متوسطا أو دون المتوسط، ما سينعكس بكل تأكيد على وتيرة النمو.
“لا زلنا ننتظر التساقطات المطرية حتى نستطيع قلب وحرث حقولنا”، يقول أحد الفلاحين ضواحي مدينة برشيد في تصريح لموقع “لأجلكِ”، والذي أردف قائلا: “الأمر ينذر بأزمة حقيقية في حالة غياب التساقطات المطرية مطلع الشهر القادم.. الله يرحمنا هذا ما يمكننا قوله”.
من جانبه أكد الحسين يوعابد، مسؤول مصلحة التواصل بالمديرية الوطنية للأرصاد الجوية، في تصريح لموقع “لأجلكِ”، أن ارتفاع درجة الحرارة في جل ربوع المملكة سببه بالأساس تأثر المغرب بالمنخفض الصحراوي، الذي أدى إلى صعود كتل هوائية حارة وجافة قادمة من الجنوب نحو المناطق الداخلية.
وأضاف يوعابد، أن هذا الارتفاع وصل إلى 10 درجات فوق المعدل العادي، بالخصوص في جنوب شرق البلاد، والمدن الداخلية. ويرى المتحدث، أن هذا الارتفاع طبيعي ولن يطول كثيرا، إذ ستبدأ درجات الحرارة في الانخفاض، على أن تعود إلى معدلاتها الطبيعية ابتداءً من الأسبوع المقبل.
وأشار يوعابد، إلى أن هذه الحرارة لا تعني أن الموسم الفلاحي الجاري سيكون فاشلا، ففصل الخريف يتسم بالتذبذب في ارتفاع درجات الحرارة وانخفاضها، وهو أمر طبيعي في الطقس.
واقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم، ومن منبر مجلة لأجلكِ نستسقي بالدعاء المأثور:
“اللهم اسقِ عبادك وبهيمتك وانشر رحمتك وأحيِ بلدك الميت”