أثارت اتهامات وجهها عبد القادر مساهل، وزير الخارجية الجزائري للمغرب أزمة دبلوماسية جديدة، بعدما اتهم الوزير المثير للجدل البنوك المغربية “بتبييض أموال الحشيش” في إفريقيا.
رد المغرب وكما تتبع العديد جاء سريعاً، حيث استدعت الخارجية المغربية، القائم بأعمال السفارة الجزائرية في الرباط، للاحتجاج على “التصريحات الصبيانية الصادرة عن مسؤول يُفترض فيه أن يحترم قواعد وأعراف الدبلوماسية الخارجية”.
وبحسب مجموعة من المتتبعين للشأن السياسي المغاربي، لم يكن وزير الخارجية الجزائري عبد القادر مساهل، يظن أن تصريحا حول السياسة المغربية في إفريقيا، سيخلق موجة غضب من مغاربة وجزائريين ضاقوا ذرعا بالخلافات السياسية بين البلدين الجارين.
ورغم أن مساهل أدلى بهذه التصريحات المسيئة للمغرب ولبلده الجزائر، منذ حوالي 10 أيام، لا تزال مواقع التواصل الاجتماعي تنضح بتفاعل بين المغاربة والجزائريين، لعل من أبرزها كان مشاركة هاشتاغ: جزائريون_و_مغاربة_شعب_واحد في الكثير من التدوينات والتغريدات.
وفضل الكثير من المغردين الجزائريين والمغاربة السخرية والاستهزاء من تصريحات مساهل. في حين فضّل البعض تقديم إحصائيات ودراسات رسمية تتعلق بالاقتصاد والبنوك المغربية وحتى شركة الخطوط الجوية الملكية المغربية التي صنفت كأحسن شركة طيران في أفريقيا في العام 2017.
وفي هذا الصدد، قال محمد الفتوحي، الأستاذ والمحلل السياسي في تصريح لموقع “لأجلكِ”، إن التصريحات التي أدلى بها وزير الخارجية الجزائري، عبد القادر مساهل تجاه المغرب، “تنوي عرقلة بناء ورش المغرب العربي الكبير، ومحاولة التشويش على عودة المغرب إلى الاتحاد الأفريقي، وكذلك التشويش على الزيارة التي قام بها الأمين العام للأمم المتحدة للمنطقة، وعلى القمة المرتقبة بين الاتحاد الأفريقي والأوروبي بأبيدجان”.
وأضاف المحلل السياسي قائلا: “إن هذه التصريحات تستهدف أيضا التشويش على الجهود الكبيرة التي تبذلها المملكة المغربية بقيادة الملك محمد السادس نصره الله، لتطوير العلاقات السياسية والتنموية والروحية والتضامنية مع الدول الإفريقية الصديقة، المبنية على مقاربة مبتكرة تعتبر هذه البلدان وشعوبها شركاء في التنمية المستدامة والاستقرار وتحقيق الأمن والأمان”.
فبالإضافة إلى الدين واللغة والجغرافيا والتاريخ والعادات والتقاليد ورابطة الدم والقرابة، يردف المتحدث “يبقى المصير المشترك ومواجهة تحديات الإرهاب أكبر قاسم يجمع الشعبين، ما يدعو المسؤولين في البلدين إلى طي صفحة الماضي بمآسيها وفتح صفحة جديدة، خاصة مع اليد الممدودة من جلالة الملك محمد السادس لأشقائه في الجزائر لفتح الحدود، والتي أكدت كل التقارير الدولية على أن استمرار غلقها يُضيع على اقتصاد البلدين نقطتين في مؤشر التنمية”.
وبحسب المتتبعين لهذه القضية، فإن الخلافات بين البلدين ليست صائبة، والأصل بين دولتين جارتين أن تكون العلاقات طبيعية، والشيء الذي يربط البلدين أكبر من هذه الخلافات، خاصة الرقعة الجغرافية الواحدة، وهي المغرب الكبير، أما خلفيات هذه التصريحات فتحتاج إلى تبيّن، ومعرفة الأسباب الحقيقية التي أدت إليها في هذا الوقت بالذّات، ولكن مبدئيا الشعبين في غنى عن هذه الخلافات، خصوصا في هذا الوقت، إذ من الممكن أن تستفيد منها أطراف لا تريد الخير للبلدين.
وبما أن هذه الخلافات القديمة – الجديدة بين المغرب والجزائر، تعكر أجواء الأخوة بين البلدين، أسرة موقع “لأجلكِ” ترجو من الله عز وجل أن يغمر المملكة المغربية والجمهورية الجزائرية الاستقرار الدائم للتقدم والازدهار، كما تتمنى توطيد علاقات التعاون بين الجارين لما فيه مصلحة للبلاد والعباد، والعمل على إطلاق دينامية قوية في العلاقات بين البلدين، وتثمينها وتعميقها أكثر، وتوسيعها نحو قطاعات ومجالات جديدة من خلال تبادل الزيارات الوزارية والتشاور تعزيزا لعلاقات الأخوة والتعاون التي تربط الشعبين الشقيقين.