أيام قليلة تفصلنا عن موعد الدخول المدرسي، والذي سيحل هذه السنة يوم الـ9 شتنبر المقبل، بحسب ما أكدته وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي، في بيان رسمي سابق لها، وبذلك سيكون جل التلاميذ بالمملكة المغربية، قد قضوا شهرين من الراحة واللهو واللعب، كما سيكون جل الأطفال قد استمتعوا واحتفلوا بأجواء عيد الأضحى والذي قد يتزامن مع فاتح شتنبر.
وعقب كل هذه الأجواء السعيدة تتساءل عدد من الأسر عن المنهجية التي سيطبقونها لأجل تأقلم أولادهم وبناتهم مع جو الدارسة والتحصيل، كي لا يطغى الارتخاء على مستواهم التعليمي منذ الوهلة الأولى، وبالتالي التأثير على مردوديتهم فيما تبقى من السنة.
وبحسب مجموعة من الخبراء النفسيين الدوليين، فإنه يجب على الأسر أن تعمل جاهدًا لترتيب قدرة أبنائها من الناحية الذهنية وتقليص مظاهر اللهو شيئا فشيئا قبل موعد الدخول المدرسي، كي يستطيع ذهنهم التأقلم مع البرنامج الزمني المدرسي من جانب، واستيعاب المواد التعليمية من جانب آخر.
وفي هذا الصدد قالت آسية الصلحي، فاعلة جمعوية، ومربية متخصصة داخل روض للأطفال بالبيضاء، في تصريح لموقع “لأجلكِ”، إن غالبية الأطفال في التعليم الأولي “يستهلون كل موسم دراسي بذهنية مشتتة، وقد لا يستوعبون الدروس في الأسبوع الأول والثاني، وهذا أمر طبيعي لا يدعو إلى القلق، وعلى الأسر أن تتفهم الأمر ولا تمارس أي ضغوطات في حقهم، لكن عليهم مواكبة سلوكهم داخل المؤسسة التعليمية مع مرور الوقت مخافة أن يطول هذا الشعور”.
وشددت المتحدثة قائلة، يجب على الأسر أن تقوم ببعض التقنيات البسيطة مع أولادهم قبيل بداية موسم الدراسة، وهذا ينطبق أيضا مع تلاميذ السلك الابتدائي وهي:
. تحفيز الأطفال على قراءة القصص المشوقة والتي تحتوي على رسومات وألوان زاهية كي تفتح شهيتهم لمواصلة القراءة
. لا يجب إقحام الطفل في جو الواجبات المدرسية وحل العمليات وما إلى ذلك في الأسابيع الأولى من الدخول المدرسي ولا قبله
. تشجيعهم على الرسم وممارسة هواياتهم المفضلة في أوقات محددة.
. لا يجب أن ندع الأطفال يقضون ساعات طوال في مشاهدة التلفاز وخصوصا الأفلام الكرتونية، لأن ذلك مضر بالصحة وسيشعرهم بالارتخاء السلبي.
. لا يجب على الأسرة أن تستند على معطيات السنة الفارطة في التحصيل والنتائج التي حققها ابنهم أو ابنتهم، بحيث هناك مجموعة من الأسر توبخ أطفالها مع بداية الموسم الدراسي، وتقول لهم مثلا “إياك أن ترسب أو تحقق نقطة سيئة مثل ما حصل في السنة الماضية”، فهذا التصرف قد يدمر مسارهم التعليمي ويخلق لهم عقدة مع المدرسة ويزيد من نسبة التوتر
. يجب أن يكون الموسم الدراسي الجديد بمثابة صفحة جديدة يدخلها التلميذ والأسرة معا، مهما كانت النتائج السابقة إيجابية أو سلبية.
. تحفيز التلميذ في بداية الموسم الدراسي وتقديم له وعود قابلة للتحقيق إذا ما حقق نتائج إيجابية في نهاية الموسم وأبرزها الهدايا والألعاب والسفريات الجميلة.
ومن هذا المنبر، نتمنى لجل أطفالنا التوفيق الدائم، وبداية موسم دراسي ناجح، ونؤكد لقراء ومتتبعي موقع “لأجلكِ”، أنه سيظل في خدمة القضايا التي تخص الأسرة المغربية والعربية لنصحها وتأطيرها.