اسمعيني أيتها المرأة الرجل أو بالأحرى الرجل المرأة ،لا أعلم بأي الجنسين أصنفك ؛يا من حلقت شعرك كالرجل ،ارتديت بدلة الرجل ،سرتي مع الرجل و رافقت الرجل ،اشتغلت رفقة الرجل ،إلا أنك حرمت من الرجل . نعم ،حرمت من حنانه و عطفه،حرمت من حبه و خوفه،حرمت من قوته و شدته،حرمت من قوامته. حرمت من حضنه و أنت تنتظرينه في بيتك و قد تزينتي و لبستي أحلى ما لديك،وضعت ذاك الخاتم الذي أهداك إياه عند الزواج،و تلك الأقراط التي قدمها لك عندَ عيد الزواج ،و تألق عنقك بالعقد الذي قدمه لك بدون مناسبة سوى بأجمل مناسبة و التي هي – حبك – الذي سكن قلبه ،حرمت الكثير و لم تجني شيئا ،،حرمت أن يتهافت عليك الرجال رغبة في رضاك،لا يتعرضون لك في الأزقة و الشوارع ،بل يذهبون هرولة إلى بيت والدك خشية أن يسبق أحدهم الآخر ،ليظفروا بحبك،بحب تلك الفتاة التي يرون فيها صورة الأم و الزوجة و الأخت و الحبيبة . لكنك الآن صرتِي صورة الأب الذي يشتغل ليؤمن مصروف البيت و الأولاد،أصبحت الرجل الذي يستيقظ و يترك أطفالا نيام،يذهب للعمل و قد ترك أحضانا متعطشة لحنان الأم،و قد حرموا حليب الأم ،لأن المسكينة قد استكملت الأشهر الثلاثة و لم يتسنى لها إرضاع المولود ؛يكفيها الحليب أو بودرة الحليب ،فالعلم المتطور راعى احتياجات التطور و المساواة و لم يراعي حاجة الطفل , يا من ظلمتي كل فتاة و امرأة ناديت بحقوقها،بمساواتها جنيت عليها و هي بريئة مما تريدين ،حرمتيها مما تتطلع إليه،جعلت كل رجل يدوس على كرامتها ،ها هو الرجل ذهب و ترك لك الجمل بما حمل ،تركك تتحملين أعباء الحياة ،حرمك الحب و البيت الدافئ،حرمك حضن أطفالك،تربية أطفالك،حرمك سماع أول كلمة ينطقها طفلك،حرمك تمييز بكاء طفلك،هذا إن تسنى لك الزواج و الإنجاب؛لكن لا عليك فأنت تمررين وقتك بين هذا و ذاك هاتفك لا يكف عن الرنين ، و قلبك يملأه الحنين إلى بيت يكون فيه رفيقك زوجا لكن هو ترضيه هذه الحياة ما دمتٍِ أنت التي اخترتيها، نعم اخترتيها أيتها السيدة التي غرتك المرأة الغربية التي دفعها حقدها إلى نصب الفخ لك،فما كان منك إلا أن وقعتِ ، و ها أنت الآن تحصدين ما زرعت أو بالأحرى يحصدن ما زرعن ،و يرمين بك إلى براثن الرجل الذي قدمت له نفسك على طبق من ذهب .
بقلم أم يحيى