يجهل العديد من الآباء أن سوء فهم مشاعر أبنائهم و احتوائها بشكل خاطئ يسبب لهم الأذى النفسي الذي يتجذر في شخصياتهم ، و ينعكس سلبا على تصرفاتهم و سلوكهم مع أنفسهم و مع الآخرين ،حيث يجعلهم أكثر انطوائية و انفعالية و أقل عطاءا و اجتهادا .الشيء الذي يستدعي من الآباء فهم أعمق لشخصية أبنائهم و كيفية التعامل معها ,و السعي لاحتوائهم بشكل سليم و منضبط ،في هذه المقالة ننقل لكل أب و أم مهتم بتقويم سلوك أبنائه و فهمه على ضوء علم الأخصائيين التربويين و النفسيين مع طرح الطريقة المثلى لتهذيب انفعالات الأبناء و سلوكياتهم الغريبة .
تقول منيرة القنيبط استشارية الطفولة في الإدارة العامة لرياض الأطفال: قد يدفن الطفل مشاعره أو يخفيها لأنه يخاف من وصفها أو مشاركة الآخرين بها معتقدا أن الآخرين قد لا يحبونه إذا أظهر هذه المشاعر أو يسخرون منها، لأنها قد تكون غريبة أو مختلفة عن الآخرين، وقد لا يعرف الكبار كيف يتصرفون تجاه هذه المشاعر وفي الغالب يكون الكبار أنفسهم مشغولون بإصلاح مشاعرهم الشخصية، وكثيرا ما لا يعرف الكبار كيف يتعاملون مع مشاعر الأطفال خصوصا عندما تكون مشاعر الطفل تهدد الشعور الشخصي للكبار بالأمان.
احتياجات الطفل العاطفية :
يحتاج الأطفال في معظم الأحيان من الكبار الاستماع لهم فقط و الاعتراف بمشاعرهم يجب مساعدة الأطفال على فهم مشاعرهم فهي ردة فعل لحدث معين وهي نتيجة صادقة لما يحدث حولهم، وهي ليست خطأهم بل من الطبيعي أن يحسوا بها، أي أن الطفل حين يشعر بالخوف فإن ذلك يعني أن هناك سبب ما أخافه، وليس لأنه يريد أن يخاف.
وتدعو القنيبط الاباء و الامهات إلى التعامل مع مشاعر اطفالهم بإيجابية من خلال:
• مساعدة الأطفال على التعبير عن مشاعرهم بحرية
• مساعدة الكبار على حسن الإنصات و الاستماع لمشاعر الطفل
• مساعدة الكبار على اشعار الطفل حين يعبر عن مشاعره أن ذلك طبيعي
• احترام مشاعر الطفل وقبولها مهما كانت
• مساعدة الطفل للتعرف على اهمية التعبير عن مشاعره لمن يثق بهم و أثر ذلك في فهمهم له وتقديم المساعدة والحماية اللازمة مما يحقق راحة و سلامة الطفل.
يمر الطفل بمشاعر مختلفة خلال حياته وتتأرجح مشاعره من قوية إلى هادئة في نفس الوقت وينظر العديد من البالغين الى مشاعر الطفل باستخفاف، ولا يقدرون مدى قوة هذه المشاعر وصدقها وعمقها، ويعتقد البالغون المحيطون بالطفل خصوصا الوالدان أن من واجبهم أن يكون الطفل سعيدا ويشعر بشعور طيب كل الوقت، كما يشعرون أن من واجبهم حماية الطفل وابعاد المشاعر غير المريحة عنه، ومنعه من البكاء من خلال الإلهاء والتهوين، والكذب عليه حين الخروج خوفا عليه من الانزعاج، وكذلك الكذب عليه في حالات الموت والسفر والمرض، والدفاع المستمر عنه لا سيما إذا كان مريضا والتحدث نيابة عنه وليس في مقدور أي احد إبعاد المشاعر غير المريحة عن الأطفال كل الوقت فالحياة مليئة بالإحباطات، ولا يمكن لأحد أن يدخل إلى عقولهم ويعرف كيف يشعرون وكيف يفكرون فيمكننا أن نرى أعمالا مليئة بالغضب ولكن ليس مشاعر غاضبة.
لمعرفة كيف يشعر الطفل نحتاج ان نمد الطفل بالمهارات المساعدة له على التعبير عن مشاعره بوضوح، وذلك بمساعدة الطفل على فهم مشاعره و معرفة انه من الطبيعي ان تكون له مشاعر مختلفة واستجابات متعددة حتى ولو كانت غريبة.
تهذيب إنفعالات الطفل :
تهدف الأسرة بدون شك إلى تهذيب انفعالات أبنائها وليس كبتهم، ولكنها قد تتبع الأسلوب الخاطئ في تربيتهم.. ومن أجل الوصول للطريقة المثلى لتهذيب انفعالات الأبناء ينصحنا الدكتور المدني باتباع ما يلي:
– ألا يتحدث الآباء مع الأبناء بصورة انفعالية شديدة اللهجة بصفة متكررة حتى لا يكتسب الأبناء هذه الطريقة في الحديث.
– من الخطأ أن يعتبر الآباء حديث الأبناء عن مشاعرهم الخاصة سلوكاً سلبيا.. فلا يقال لهم مثلا لا تبك أو كن رجلا أو كونى مهذبة، فهذا يرسخ في أذهانهم أن التعبير عن العواطف هو نوع من الضعف أو قيمة سلبية.
– تشجيع الآباء لأبنائهم بالتعبير عن عواطفهم كتابة في المناسبات كأن يرسل بطاقة تهنئة إلى صديقه أو كلمة رقيقة إلى مريض.
– عدم السخرية من مشاعر الأبناء حين يعبرون عنها، كما أنه من الخطأ إعادة رواية ما حدث أمام الآخرين بأسلوب استهزائي مما يثير شجون الأبناء و ضيقهم ويشعرهم بالخجل وامتهان كرامتهم، وكذلك عدم الاستهزاء من مشاعر الآخرين أمامهم.
– تشجيع الطفل مثل الماء للنبات، فالنبات يذبل ويموت إذا منعنا عنه الماء، كذلك فإن ذكاء الطفل وقدراته العقلية تذبل وتموت إذا منعنا عنها التشجيع، بينما الذكاء والقدرات العقلية تنمو إذا حرصنا على تشجيعه .
بتصرف من مجلة الأسرة .