للرائحة الزكية تأثير على النفس،فمن منا لا يعشق العطور باختلاف روائحها و أنواعها ،و هذا الميل الطبيعي هو الذي شجع الإنسان على الإبداع في هذا المجال فصارت الأسواق تعج بالروائح المختلفة حسب الأذواق و حسب القدرة الشرائية .
و من هوسنا بالرائحة الزكية في أجسادنا و ملابسنا و حتى بيوتنا و أماكن تواجدنا ،تستخدم معطرات الجو و الشموع العطرية و البخور .و هو شيء جميل إلا أن هذا العشق للعطور قد ينعكس سلبا على صحتنا فحسب دراسة أجريت حديثا شملت 14000 من المشاركين ،حذرت من استخدام جميع هذه الوسائل، لأنها ترفع من خطر الإصابة بسرطان الرئة و الأمراض الصدرية المختلفة، و من بينها الربو.
ووجدت الدِّراسة،أنَّ معطرات الجو و الشموع المعطرة و البخور تحتوي على موادّ كيميائيَّة صناعيَّة، يمكن أن تجري تحوّلاً في بنية الحمض النووي و تتسبّب بتسمّمه، إضافة إلى أنَّها تشمل مجموعة واسعة من الموادّ الخطرة مثل إنتاج “الفورمالدهيد” في الجو،و هو مركب عضوي من فصيلة الألدهيدات ذو الصيغة الكيميائية CH2O و هو غاز عديم اللون في درجة الحرارة العادية، سريع الذوبان في الماء و قابل للإشتعال و قد يسبّب هذا الغاز تلفاً في الرئة و أوراماً، كما يرفع من فرص الإصابة بالسرطان. كذلك،و قد تتداخل مركباته مع الهورمونات في الجسم فتسبب مشكلات مثل الربو أيضاً .
و قد أكدت وكالة حماية البيئة الأميركية بأن التعرض المزمن لهذه المادة يمكن أن يتسبب في التهاب الجلد التحسسي، وأمراض في الجهاز التنفسي والسرطان. وبشكل أكثر تحديدا، أشار المعهد القومي للسرطان إلى بعض الأبحاث التي وجدت علاقة بين الفورمالديهايد و سرطان الدم..
فالمواد الكيميائيَّة التي تستخدم في تصنيع إنتاج هذه المعطرات تدمِّر صحة الإنسان بسرعة فائقة، خصوصاً أنَّها تصل إلى الرئة عن طريق الأنف. و لفتت الدراسة إلى أنَّه ليست الرئة وحدها هي التي تتأثر، بل أيضاً العين و الأنف و الحلق و القلب .